شهدت النظريات التربوية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة رغبة من المنظرين والتربوين في مواكبة العصر والبحث عن الجديد المفيد والاكثر نجاعة في العملية التربوية.فاليوم نسمع عن الادماج وقبله عن الكفايات وقبلهما كان الحديث عن الاهداف.مناهج تنبث في في منظومتنا التعليمية كالفطر دون أن يكون لذلك تاثير حقيقي على سير العملية التعليمية التي تبدوا غير مبالية بهذه التغيرات التي يغلب عليها الطابع النظري.الامر يشبه الباحث المضني عن علاج كيفما كان للفشل الذي ترزح فيه العملية التعليمية.
فما هي أسباب هذه الحالة الشاذة ؟
تعتبر النظريات التربوية اطارا نظريا يتضمن عديدا من الطرق والأساليب وتستدعي كما معينا من الوسائل التربوية.ولا يمكن تصور تطبيق سليم لهذه النظريات البيداغوجية دون توفر المجال المناسب لها من بنية كافية ووسائل تعليمية مناسبة للمراحل التعلمية المختلفة. فالمعلم غالبا ما يجد نفسه بين ضرورة تطبيق الجديد من النظريات والاساليب التربوية وبين اكراهات الظروف التعلمية التي يخضع لها وكل ما تتميز به المؤسسات التربوية من خصاص على هذا الجانب.والفوز هنا يكون للظروف التي تفرض عليه نمطا معينا من العمل دون أن يستطيع تطبيق الجديد في التربية والتعليم.
ويطرح تطبيق هذه النظريات الحديثة تكوينا مستمرا لائقا من أجل تحويل هذه النظريات الى واقع معاش.فمن غير المعقول أن يتم اقرار العمل بنظرية جديدة دون أن يواكب ذلك تكوين عملي لرجال ونساء التعليم.المعلم هو المطالب بتطبيق هذه النظريات والعملية التعليمية تتم داخل الفصل وبين التلميذ والمعلم وليس في التجمعات الوزارية التي تحدث بعيدا عن مجال التعليم الحقيقي.ولا فائدة لنظريات تفتقد الى ظروف التطبيق.الحديث هنا عن الاشراف التربوي الذي اضحى شبه نائم وحصر فعاليته في تقييم عمل المعلم بإعطائه نقطة سنوية بطريقة بوليسية خالية من الدعم والإرشاد.
المعلم كذلك مطالبا بالتكوين الذاتي من أجل الرقي بمستواه التربوي والمعرفي وتفادي الامية المعرفية التي يعاني منها الكثير من رجال التعليم .فبدون تجديد المعارف وتطويرها يصل المعلم الى درجة يجد فيها نفسه قد حفظ المقرر ونسي ما دون ذلك.وهذه اخطر أنواع الامية التي يعاني منها الكثيلر من الاطر التربوية والتعليمية في مختلف المؤسسات العربية.حيت يعتبر هؤلاء الاطر العمل التعلمي كنقطة نهايئة في المسار التعلمي فلا يبدلون أي مجهود معرفي اخر.
المسؤولية مشتركة اذا بين جميع الجهات ومن العبث تغيير النظريات دون مساهمة من الدولة اولا بتوفير التكوين والوسائل التي يستدعيها التطبيق .وكذالك مسؤولية المعلم تابثة في الرقي بمستواه في سبيل جعل عمله أكثر فعالية وحداثة.بدون هذه الخطوات سنبقى دوما في دوامة التغيير الغير المفيد والذي لا يجد له اثرا في واقعنا التعليمي.بالمقابل سيبفى العمل التعليمي مقتصرا على الادوار التقليدية للمعلم كمرسال وحيد والتلميذ كمتلقي سلبي قلما يناقش وقلما يبحث وكل ما عليه هو حفظ ما قدم اليه وافراغه يوم الامتحان تم نسيانه بعد ذلك.