ربما كانت صناعة النسيج من أقدم الصنائع التقليدية بالمغرب. فحينما استقر البربر في جبال الأطلس والسهول المجاورة لها، حوالي 1500ق.م حملوا معهم المبادئ الأولية لهذه الصناعة، كما أنهم اكتسبوا من الفنقيين مهارة كبيرة في ميدان صباغة الصوف. وقد عرف هذا النشاط تطورا كبيرا مع الفتح الإسلامي للمغرب في القرن السابع للميلاد.
وقد ساهم اعتناق السكان للدين الإسلامي أيضا في ظهور رموز وصور جديدة خاصة تلك الأشكال الهندسية الدقيقة التي عرف به الفن الإسلامي.
وكانت المنتوجات المصنوعة بالمغرب كالخمار والألحفة والزرابي تستعمل للمقايضة مع تجار مالي والسينغال والنيجر وعرب المشرق.
وبحكم الدين المشترك أصبح شمال إفريقيا عامة، والمغرب خاصة سوقا كبرى للملابس الصوفية والزرابي والدبابج والحرير والمنسوج .
كما أن التأثير الديني قد حمل معه رموزا وعناصر زخرفية جديدة مطبوعة بخاصية هندسية صارمة بها الفن الإسلامي مع ميل إلى استخدام الألوان الصارخة.
وفي البوادي كان النسيج يساير إيقاع الحياة القروية. تنكب النساء على الحياكة. كما أنهن يتكلفن بغسل المنسوجات المحاكة.تمكنهن من ضمان صداقهن والزيادة من قيمته تتسم الزاربي التي تصنع بالبوادي ببساطة فطرية وبطرافة أشكالها الزخرفية وهي غالبا ما تصنع بواسطة الغرز المنبسطة، وتزينها أشرطة ملونة عرضية وواضحة.
الصوف
يعتبر الصوف من أهم المواد التي تنتج بالمغرب بكميات تسد حاجيات السكان منذ أقدم العصور فبعد جزه ينظف من الشواءب ويغسل وينفش أو يمشط كي يتم تحويله إلى خيوط جاهزة للاستعمال.
سواء كانت الأصواف خاما بلونها الأبيض الدافئ أو السكري الجذاب.أو مصبوغة بالألوان الطبيعية أو الكيماوية فإن ألوانها ستنصهر كي تعطينا أثوابا وزرابي تجسد تحف حقيقة تخلب الألباب.
قديما كانت المواد الطبيعية النباتية مثل قشرة شجر التفاح أو الرمان أو الزعفران أو جدور الفوة أو النيلة. أو المواد المعدنية مثل سولفات الحديد تستعمل في صباغة الصوف.
في الوقت الحاضر نادرا ما تستعمل هذه المواد الطبيعية رغم أنها تعطي ألوانا لا يمكن الحصول عليها بواسطة المواد الكيماوية.
فتلك الأصباغ الطبيعية لا تغير خصائص الصوف الذي يحتفظ على ألوان زاهية لا تبهت ولا تتلف مع مر السنين.
إن صناعة النسيج بالمغرب تستعمل أدوات مختلفة لأن المنتوج يتدرج من الأقمشة البسيطة حتى الأثواب الجميلة والثمينة.
لذا فإن المنسج أو النول قد يكون بسيطا مثل الذي تستعمله قبائل زمور لصناعة الخيام أو متطورا ومعقدا مثل ذلك الذي يستعمل لإنجاز الأقمشة الفاخرة والغنية والجذابة. وتحتل الصناعة التقليدية للنسيج مكانة هامة في البوادي والمدن.
الزربية البربرية
إن الزرابي التي تنسج في مختلف القبائل البربرية تصنع في أغلب الأحيان من الصوف الخالص. وهي مزينة بأشكال هندسية بسيطة مثل المعين والمثلث والمستطيل والمصلب وكذا المربعات. وتعتبر هذه الزرابي أساس الأثاث المنزلي. وقد تستعمل كغطاء أو كفراش كما قد تستعمل لتزيين الجدران أو أرضية البيوت.
الزربية البربرية ثمرة مخيلة السكان البربر الفياضة. وهي تتجاوز وظيفتها النفعية، إذ تعتبر عنصرا هاما في بيئتها الثقافية والدينية. ففي هذه الزربية كل شيىء له معنى ويحمل دلالات كثيرة. فالألوان لها دلالالتها،والعلامات القبلية التي ما فتئ هذا المنتوج يحملها لها كذلك دلالاتها.
زرابي الأطلس المتوسط، زرابي الأطلس الكبير زرابي حوز مراكش وزرابي المغرب الشرقي، كلها أسماء تدل على غنى وتنوع الزربية المغربية ولكي تفصح كل زربية عن أصلها فهي تحمل اسم القبيلة التي تنتمي إليها حيث نجد زرابي زمور وزرابي كروان وزرابي بني مطير وزرابي بني مكيلد، وزرابي آيت زكوكو وزرابي آيت يوسي وبني واراين... الخ.
إن زرابي الأطلس المتوسط خشنة وسميكة على غرار تلك السلالة الصحية والطبيعية التي أنتجتها. تصنع هذه الزربية من خيوط الصوف الغليظة وهي ذات ارضية بيضاء مزركشة بألوان مختلفة. أما زرابي الأطلس الكبير التي تصنعها قبيلتا آيت واوزكيت وكلاوة فتتسم بنسيج أقل خشونة وبكثرة ألوانها وحرارتها. كما أن تناوب السبائب ذات اللون الأحادي والملونة تجعل من هذه الزرابي تحفا تستعمل للزخرفة ولها عشاق كثر.
وتتميز زرابي الحوز ومراكش خاصة منها تلك المسماة بالرحامنة وشيشاوة، بزخارفها الرفيعة ورسومها التصويرية للأطياف وللاشياء في أشكال بسيطة.
أما زرابي المغرب الشرقي فهي أقل شهرة وتختلف عن الأخرى بزخارفها الفريدة التي غالبا ما تكون على شكل غصون وأزهار. تظهر الزخارف واضحة على خليفة حمراء يطغى عليها اللون الأزرق أو الأخضر. وفيما تصنع أجزاء من هذه الزربية من الصوف الممزوج بشعر الماعز أو وبر الجمال، تصنع الأجزاء الأخرى من الصوف الخالص.
الزربية الحضرية
تختلف الزربية في المدينة عنها في البادية من حيث الأشكال والألوان المستعملة. فالزربية في المدينة تنجز بواسطة الغرزة المعقودة على سدى عمودي. وهي دقيقة الغرزة ومتناسقة الألوان مما يجعلها تنافس الزرابي الفارسية. فالأسطورة تحكي أن لقلقا أسقط قطعة من زربية فارسية في صحن بيت في الرباط. ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك القطعة نموذجا يحتذى به في صناعة الزربية الرباطية، التي يطغى عليها اللون الأحمر (القاني أو القرمزي)، والتي تعتبر كل غرزة فيها عنصرا في الزخرف.
أما الأشكال المستعملة في تزيين هذه الزربية فهي في غالب الأحيان أشكال دائرية تشبه الأوسمة، وتكون لها قبة وسطية دائما مؤطرة بسبائب بسيطة محدودة بشرائط .ويعتبر هذا الإطار مهما جدا في الزربية المدنية.
كما أن عدد الحواشي ذات العرض المتنوع قد يبلغ السبعة في بعض الأحيان. إن زرابي المدينة أقل أصالة من زرابي البوادي، ولكنها أكثر فخامة. وتمثل الزربية الرباطية زرابي المدينة التي عرفت تطورات وتغيرات كبيرة، وذلك في اختيار وابتكار الزخارف. والحديثة منها مرصعة بزهور أو حيوانات صغيرة متعددة الألوان.
ككل الزرابي الحضرية، تتسم زرابي مديونة بتناسق أشكالها الهندسية والنباتية، وكذلك بتعدد ألوانها الجذابة. فالزخارف التي تطغى على هذه الزربية تكون على شكل أغصان وزهور، وهي مليئة. أما الألوان المستعملة فهي الأزرق الفاتح والأحمر والبرتقالي والأصهب الداكن والأخضر والأبيض الخام والأسمر الفاتح. ومن بين خصائص هذه الزربية التي لم تعد تصنع الآن هي قبتها الوسطية المزدوجة ذات الأضلاع المنحنية والمقوسة.
ويختتم حنبل سلا المنسوجات في المدينة. يطغى اللون الأحمر والأخضر والأصفر على هذا الحنبل الذي تستعمل فيه الشكال الهندسية المستقيمة، وتتعاقب فيه السبائب الملفوفة والمنسوجة ذات العرض المختلف، الشيء الذي يجعله شبيها بالزرابي البربرية. وتكتسي صناعة الحنبل في سلا طابعا منزليا وعائليا لأنه يصنع في أغلب الأحيان في البيوت، مما يجعل من تعلمه إرثا تقليديا. فالأمهات يعلمن بناتهن تقنيات صناعة الزرابي كما يعلمنهن طهي الطعام.
النسيج الأزياء
إن الأثواب المستعملة في حياكة الملابس في المدينة تختلف عن تلك المستعملة في القرى. فالجو الجبلي القاسي للقرى يتطلب ملابس مصنوعة من أثواب سميكة وغير دقيقة الصنع. لكن ينقص من جمالها ورونقها.
فالحنديرة، مثلا، ملاءة مصنوعة من ثوب خشن وثقيل تضعها المرأة في منطقة الأطلس المتوسط على كتفيها. إن لهذه الحنديرة شكلا جذابا بفضل تناوب السبائب الملونة والأحادية اللون، وكذلك بفضل زخارفها الكثيرة والمتنوعة.
بصفة عامة. تتسم الأثواب المستعملة في المدينة برقتها وبألوانها الجدابة وهي دقيقة الصنع وآية في الجمال.
أما القفطان الذي كان في بادئ الأمر يستعمل كلباس يومي فقد تطور كي يصبح اللباس الرسمي للمرأة في الحفلات والأعراس وهو مصنوع من الديباج والمخمل المطرز ويرتدى عادة فوق فوقية أو دفينة حريرية من نفس اللون وتتمنطق المرأ فوق هذا اللباس التقليدي الجميل بأحزمة حريرية مطررزة بالحرير الأبيض على شكل ظفائر دقيقة على الصدر تسمى السفينة وسبائب تسمى القيطان.
والتشامير قميص طويل مصنوع من القطن يسمى جابدور، إد هو لبس مع السروال العريض المصنوع من الكتان، وهناك أزياء أخرى تدل على غنى فن حياكة الملابس بالمغرب بل وعلى أصالته وتنوعه . فأزياء نساء بوكماز وإغرم وأيت ابراهيم تبهر بأصالتها وبروعة أثوابها. وكذلك الحايك الأبيض والأزرق الذي فسح المجال بعد ذلك للغزار المستورد والحزام المبرقش والنقاب الأسود المائل إلى الزرقة تلك كلها أشياء تسبي الناظر إليها.
الطرز الديباج
إن فن الطرز فن نسائي يهم الملابس النسائية وتزيين البيوت فحتى البسيطة منه تزين بمخدات وبسط وأغطية الموائد الجميلة وفي أغلب الأحيان تكون هذه التحف من صنع صاحبة البيت أو بناتها.
يتطلب هذا الفن عناية فائقة ومهارة عالية والصبر من لدن النساء كي يضفي الكثير من التألق والدفئ على الأشياء البسيطة ولك مدينة اختصاصه في مجال التطريز ففي الرباط تشغل النساء بالغرزة المسطحة في حين تبنت نساء كل من فاس ومكناس وسلا غرزة تشبه إلى حد ما الغرزة المتقاطعة ولكن النساء عامة أصبحن يتفتحن على أشكال عصرية مستوردة.
يساهم الطرز كثيرا بالإضافة على استعماله لتزيين البيوت في زخرفة منتوجات الصناعة التقليدية. فالتطريز بالخيوط الذهبية أو الفضية أو الحريرية الذي يحيط بفتحة صدر القفطان أو كمامه.يستعمل كزي للمناسبات الكبرى وعنصرا هاما من جهاز العروس. كما أنه يستعمل لتغطية مساحة تلك الاحزمة الجدابة التي احتلت مكان الأحزمة الثقيلة والعريضة المصنوعة من الديباج.
الزركش القيطاني
عرف الزركش القيطاني تطورا كبيرا في المغرب بإنتاج أشياء جميلة مثل الأحزمة المفتولة بواسطة خيوط الريوان والدباقة.
إن زنانير المحافظ الرجالية أو الخناجر وأرباط الستائر والشربات الصغيرة التي تستعمل في صناعة السبحات وأزرار الملابس التقليدية وحلي الختان.
وهو مصنوع من عدة خيوط مظفورة والأهداب والشراريب التي توضع على جوانب الستائر والمخدات. والقنزعة وغيرها مما يزين به الأثاث كلها منجزات رائعة لهذا الفن.
وقد ساهم اعتناق السكان للدين الإسلامي أيضا في ظهور رموز وصور جديدة خاصة تلك الأشكال الهندسية الدقيقة التي عرف به الفن الإسلامي.
وكانت المنتوجات المصنوعة بالمغرب كالخمار والألحفة والزرابي تستعمل للمقايضة مع تجار مالي والسينغال والنيجر وعرب المشرق.
وبحكم الدين المشترك أصبح شمال إفريقيا عامة، والمغرب خاصة سوقا كبرى للملابس الصوفية والزرابي والدبابج والحرير والمنسوج .
كما أن التأثير الديني قد حمل معه رموزا وعناصر زخرفية جديدة مطبوعة بخاصية هندسية صارمة بها الفن الإسلامي مع ميل إلى استخدام الألوان الصارخة.
وفي البوادي كان النسيج يساير إيقاع الحياة القروية. تنكب النساء على الحياكة. كما أنهن يتكلفن بغسل المنسوجات المحاكة.تمكنهن من ضمان صداقهن والزيادة من قيمته تتسم الزاربي التي تصنع بالبوادي ببساطة فطرية وبطرافة أشكالها الزخرفية وهي غالبا ما تصنع بواسطة الغرز المنبسطة، وتزينها أشرطة ملونة عرضية وواضحة.
الصوف
يعتبر الصوف من أهم المواد التي تنتج بالمغرب بكميات تسد حاجيات السكان منذ أقدم العصور فبعد جزه ينظف من الشواءب ويغسل وينفش أو يمشط كي يتم تحويله إلى خيوط جاهزة للاستعمال.
سواء كانت الأصواف خاما بلونها الأبيض الدافئ أو السكري الجذاب.أو مصبوغة بالألوان الطبيعية أو الكيماوية فإن ألوانها ستنصهر كي تعطينا أثوابا وزرابي تجسد تحف حقيقة تخلب الألباب.
قديما كانت المواد الطبيعية النباتية مثل قشرة شجر التفاح أو الرمان أو الزعفران أو جدور الفوة أو النيلة. أو المواد المعدنية مثل سولفات الحديد تستعمل في صباغة الصوف.
في الوقت الحاضر نادرا ما تستعمل هذه المواد الطبيعية رغم أنها تعطي ألوانا لا يمكن الحصول عليها بواسطة المواد الكيماوية.
فتلك الأصباغ الطبيعية لا تغير خصائص الصوف الذي يحتفظ على ألوان زاهية لا تبهت ولا تتلف مع مر السنين.
إن صناعة النسيج بالمغرب تستعمل أدوات مختلفة لأن المنتوج يتدرج من الأقمشة البسيطة حتى الأثواب الجميلة والثمينة.
لذا فإن المنسج أو النول قد يكون بسيطا مثل الذي تستعمله قبائل زمور لصناعة الخيام أو متطورا ومعقدا مثل ذلك الذي يستعمل لإنجاز الأقمشة الفاخرة والغنية والجذابة. وتحتل الصناعة التقليدية للنسيج مكانة هامة في البوادي والمدن.
الزربية البربرية
إن الزرابي التي تنسج في مختلف القبائل البربرية تصنع في أغلب الأحيان من الصوف الخالص. وهي مزينة بأشكال هندسية بسيطة مثل المعين والمثلث والمستطيل والمصلب وكذا المربعات. وتعتبر هذه الزرابي أساس الأثاث المنزلي. وقد تستعمل كغطاء أو كفراش كما قد تستعمل لتزيين الجدران أو أرضية البيوت.
الزربية البربرية ثمرة مخيلة السكان البربر الفياضة. وهي تتجاوز وظيفتها النفعية، إذ تعتبر عنصرا هاما في بيئتها الثقافية والدينية. ففي هذه الزربية كل شيىء له معنى ويحمل دلالات كثيرة. فالألوان لها دلالالتها،والعلامات القبلية التي ما فتئ هذا المنتوج يحملها لها كذلك دلالاتها.
زرابي الأطلس المتوسط، زرابي الأطلس الكبير زرابي حوز مراكش وزرابي المغرب الشرقي، كلها أسماء تدل على غنى وتنوع الزربية المغربية ولكي تفصح كل زربية عن أصلها فهي تحمل اسم القبيلة التي تنتمي إليها حيث نجد زرابي زمور وزرابي كروان وزرابي بني مطير وزرابي بني مكيلد، وزرابي آيت زكوكو وزرابي آيت يوسي وبني واراين... الخ.
إن زرابي الأطلس المتوسط خشنة وسميكة على غرار تلك السلالة الصحية والطبيعية التي أنتجتها. تصنع هذه الزربية من خيوط الصوف الغليظة وهي ذات ارضية بيضاء مزركشة بألوان مختلفة. أما زرابي الأطلس الكبير التي تصنعها قبيلتا آيت واوزكيت وكلاوة فتتسم بنسيج أقل خشونة وبكثرة ألوانها وحرارتها. كما أن تناوب السبائب ذات اللون الأحادي والملونة تجعل من هذه الزرابي تحفا تستعمل للزخرفة ولها عشاق كثر.
وتتميز زرابي الحوز ومراكش خاصة منها تلك المسماة بالرحامنة وشيشاوة، بزخارفها الرفيعة ورسومها التصويرية للأطياف وللاشياء في أشكال بسيطة.
أما زرابي المغرب الشرقي فهي أقل شهرة وتختلف عن الأخرى بزخارفها الفريدة التي غالبا ما تكون على شكل غصون وأزهار. تظهر الزخارف واضحة على خليفة حمراء يطغى عليها اللون الأزرق أو الأخضر. وفيما تصنع أجزاء من هذه الزربية من الصوف الممزوج بشعر الماعز أو وبر الجمال، تصنع الأجزاء الأخرى من الصوف الخالص.
الزربية الحضرية
تختلف الزربية في المدينة عنها في البادية من حيث الأشكال والألوان المستعملة. فالزربية في المدينة تنجز بواسطة الغرزة المعقودة على سدى عمودي. وهي دقيقة الغرزة ومتناسقة الألوان مما يجعلها تنافس الزرابي الفارسية. فالأسطورة تحكي أن لقلقا أسقط قطعة من زربية فارسية في صحن بيت في الرباط. ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك القطعة نموذجا يحتذى به في صناعة الزربية الرباطية، التي يطغى عليها اللون الأحمر (القاني أو القرمزي)، والتي تعتبر كل غرزة فيها عنصرا في الزخرف.
أما الأشكال المستعملة في تزيين هذه الزربية فهي في غالب الأحيان أشكال دائرية تشبه الأوسمة، وتكون لها قبة وسطية دائما مؤطرة بسبائب بسيطة محدودة بشرائط .ويعتبر هذا الإطار مهما جدا في الزربية المدنية.
كما أن عدد الحواشي ذات العرض المتنوع قد يبلغ السبعة في بعض الأحيان. إن زرابي المدينة أقل أصالة من زرابي البوادي، ولكنها أكثر فخامة. وتمثل الزربية الرباطية زرابي المدينة التي عرفت تطورات وتغيرات كبيرة، وذلك في اختيار وابتكار الزخارف. والحديثة منها مرصعة بزهور أو حيوانات صغيرة متعددة الألوان.
ككل الزرابي الحضرية، تتسم زرابي مديونة بتناسق أشكالها الهندسية والنباتية، وكذلك بتعدد ألوانها الجذابة. فالزخارف التي تطغى على هذه الزربية تكون على شكل أغصان وزهور، وهي مليئة. أما الألوان المستعملة فهي الأزرق الفاتح والأحمر والبرتقالي والأصهب الداكن والأخضر والأبيض الخام والأسمر الفاتح. ومن بين خصائص هذه الزربية التي لم تعد تصنع الآن هي قبتها الوسطية المزدوجة ذات الأضلاع المنحنية والمقوسة.
ويختتم حنبل سلا المنسوجات في المدينة. يطغى اللون الأحمر والأخضر والأصفر على هذا الحنبل الذي تستعمل فيه الشكال الهندسية المستقيمة، وتتعاقب فيه السبائب الملفوفة والمنسوجة ذات العرض المختلف، الشيء الذي يجعله شبيها بالزرابي البربرية. وتكتسي صناعة الحنبل في سلا طابعا منزليا وعائليا لأنه يصنع في أغلب الأحيان في البيوت، مما يجعل من تعلمه إرثا تقليديا. فالأمهات يعلمن بناتهن تقنيات صناعة الزرابي كما يعلمنهن طهي الطعام.
النسيج الأزياء
إن الأثواب المستعملة في حياكة الملابس في المدينة تختلف عن تلك المستعملة في القرى. فالجو الجبلي القاسي للقرى يتطلب ملابس مصنوعة من أثواب سميكة وغير دقيقة الصنع. لكن ينقص من جمالها ورونقها.
فالحنديرة، مثلا، ملاءة مصنوعة من ثوب خشن وثقيل تضعها المرأة في منطقة الأطلس المتوسط على كتفيها. إن لهذه الحنديرة شكلا جذابا بفضل تناوب السبائب الملونة والأحادية اللون، وكذلك بفضل زخارفها الكثيرة والمتنوعة.
بصفة عامة. تتسم الأثواب المستعملة في المدينة برقتها وبألوانها الجدابة وهي دقيقة الصنع وآية في الجمال.
أما القفطان الذي كان في بادئ الأمر يستعمل كلباس يومي فقد تطور كي يصبح اللباس الرسمي للمرأة في الحفلات والأعراس وهو مصنوع من الديباج والمخمل المطرز ويرتدى عادة فوق فوقية أو دفينة حريرية من نفس اللون وتتمنطق المرأ فوق هذا اللباس التقليدي الجميل بأحزمة حريرية مطررزة بالحرير الأبيض على شكل ظفائر دقيقة على الصدر تسمى السفينة وسبائب تسمى القيطان.
والتشامير قميص طويل مصنوع من القطن يسمى جابدور، إد هو لبس مع السروال العريض المصنوع من الكتان، وهناك أزياء أخرى تدل على غنى فن حياكة الملابس بالمغرب بل وعلى أصالته وتنوعه . فأزياء نساء بوكماز وإغرم وأيت ابراهيم تبهر بأصالتها وبروعة أثوابها. وكذلك الحايك الأبيض والأزرق الذي فسح المجال بعد ذلك للغزار المستورد والحزام المبرقش والنقاب الأسود المائل إلى الزرقة تلك كلها أشياء تسبي الناظر إليها.
الطرز الديباج
إن فن الطرز فن نسائي يهم الملابس النسائية وتزيين البيوت فحتى البسيطة منه تزين بمخدات وبسط وأغطية الموائد الجميلة وفي أغلب الأحيان تكون هذه التحف من صنع صاحبة البيت أو بناتها.
يتطلب هذا الفن عناية فائقة ومهارة عالية والصبر من لدن النساء كي يضفي الكثير من التألق والدفئ على الأشياء البسيطة ولك مدينة اختصاصه في مجال التطريز ففي الرباط تشغل النساء بالغرزة المسطحة في حين تبنت نساء كل من فاس ومكناس وسلا غرزة تشبه إلى حد ما الغرزة المتقاطعة ولكن النساء عامة أصبحن يتفتحن على أشكال عصرية مستوردة.
يساهم الطرز كثيرا بالإضافة على استعماله لتزيين البيوت في زخرفة منتوجات الصناعة التقليدية. فالتطريز بالخيوط الذهبية أو الفضية أو الحريرية الذي يحيط بفتحة صدر القفطان أو كمامه.يستعمل كزي للمناسبات الكبرى وعنصرا هاما من جهاز العروس. كما أنه يستعمل لتغطية مساحة تلك الاحزمة الجدابة التي احتلت مكان الأحزمة الثقيلة والعريضة المصنوعة من الديباج.
الزركش القيطاني
عرف الزركش القيطاني تطورا كبيرا في المغرب بإنتاج أشياء جميلة مثل الأحزمة المفتولة بواسطة خيوط الريوان والدباقة.
إن زنانير المحافظ الرجالية أو الخناجر وأرباط الستائر والشربات الصغيرة التي تستعمل في صناعة السبحات وأزرار الملابس التقليدية وحلي الختان.
وهو مصنوع من عدة خيوط مظفورة والأهداب والشراريب التي توضع على جوانب الستائر والمخدات. والقنزعة وغيرها مما يزين به الأثاث كلها منجزات رائعة لهذا الفن.
لقد عرف الزركش القيطاني تطورا كبيرا في مجال الأثاث، بإنجازه ما
يسمى بالمجدو
منقـــــــــــــــول