صناعة اللباد في محافظة الحسكة واحدة من الحرف التقليدية العريقة التي توارثها بعض الأبناء عن الآباء والأجداد ولعل توافر قطعان الأغنام وصوفها الذي يعد المادة الأولية الرئيسية في هذه الصناعة أسهم في تطوير هذه الصناعة والحفاظ عليها كصناعة تقليدية في المحافظة.
وقال سيف الدين محمد أمين حسن أحد الحرفيين المزاولين لهذه المهنة في مدينة عامودا إن اللباد يصنع بشكل أساسي من صوف الغنم مع إمكانية تصنيعه من وبر الجمال أو شعر الماعز وغيرها بطريقة الضرب أو بطريقة الضغط الآلي ولون اللباد المصنوع يدويا أو آليا يأخذ لون الصوف الطبيعي أبيض أو أسود أو بني فيما تستخدم الصبغات الصناعية لزخرفة اللباد ورسم الأشكال الهندسية والصور والنماذج الطبيعية.
وأوضح حسن أن اللباد عبارة عن أنسجة ترص مع بعضها البعض بالضغط العالي بطول حوالي 4 أمتار وعرض 1 متر مشيرا إلى تميز اللباد بالمرونة وسهولة القص وقابليته للتشكيل في قوالب وعدم تسيب الخيوط من الأطراف إضافة إلى قدرته على عزل الصوت والحرارة وامتصاص الصدمات إلى جانب قيمته الجمالية لذلك فكثير من الناس يفضلونه من الناحية الصحية على الاسفنج الاصطناعي حيث يستعمل لفرش غرف الجلوس أو النوم وصناعة سروج الخيل وتزيين جدران المنازل .
وعن طريقة تصنيع اللباد يقول الحرفي سعد الدين حسن أحد صناعيي اللباد في المحافظة إن مدة العمل لصناعة لبادة واحدة تستغرق نحو ست ساعات يتم خلالها فصل الصوف الأبيض عن الصوف الأسود كلا على حدة ثم ندفه بالندافة ليتماسك بشكل جيد يلي هاتان العمليتان وضع الرسم ورش الصوف بالماء والصابون وفرشه على قطعة قماش بالطول المطلوب أما تزيين اللباد وتلوينه فيتم باستخدام الندافة وحسب طلب الزبون ويتم قص الرسم بواسطة مقص خاص لإعطائه الشكل المطلوب ووضعه على الصوف قبل لفه .
وأضاف.. يتم لف القطعة بشكل محكم على شكل اسطوانة ثم ربطها بواسطة حبلين بأطراف عود خشبي يليها وضع اللباد على آلة تقوم بلفه على الشكل الاسطواني والضغط عليه بشاكوش مصنع خصيصا لهذه العملية ثم يدعك جيدا ويعاد وضعه على الآلة مرة أخرى ويضرب من جديد وفي نهاية العمل يتم فرش اللباد على الأرض وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف من الماء وعملية التصنيع هذه تتم في فصل الصيف للإستفادة من حرارة الشمس.
من جهته قال الدكتور أحمد الدريس مدير ثقافة الحسكة إن اللباد يستعمل في فرش أرض البيت وغرف الجلوس وفي كثير من الأعمال الفنية واليدوية كنوع من فنون الترقيع وصناعة الدمى والألعاب ومخدات غرف الأطفال ولوحات الأطفال وصناعة الموكيت وسجاد الصلاة وسجاد الزينة والوسائد وأغطية السرج والجوارب السميكة واستخدم قديما لصناعة القبعات والطرابيش وفرش الممرات وبطانة الألبسة في البلاد الباردة وغيرها.
ودعا الدريس إلى دعم المهن التقليدية في المحافظة وإقامة دورات تدريبية و ندوات بحثية بمشاركة حملة التراث الثقافي وأصحاب الحرف التقليدية والمهتمين بها والباحثين فيها لجمع المادة العلمية والمعرفية حول هذه المهن وتعليم الدارسين امكانية استمرار ثقافة المهن التراثية لافتا إلى ضرورة الحفاظ على الصناعات التقليدية وإحداث أسواق لها وإقامة معارض متنقلة لمنتجاتها ومهرجان سنوي للتراث الشعبي في المحافظة مشيرا إلى أهمية ترويج منتجات الصناعات التقليدية في المناطق السياحية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول